عانى قطاع الشحن الدولي معاناة شديدة خلال العام الماضي وذلك بسبب تأثير جائحة كورونا التى ضربت غالبية دول العالم بشكل اوقف عملية التجارة الدولية أو قلل منها بشكل كبير بداعي الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها العديد من الدول لعدم انتشار الفيروس على أراضيها وعدم دخوله إليها عن طريق الشحنات التجارية خصوصا تلك الشحنات القادمة من الصين ودول الجوار لها حيث تعد جمهورية الصين هي أول دولة ظهر فيها فيروس كورونا وبدأ في الانتشار منها إلى دول العالم المتخلفة .
سوف نستعرض معكم تأثير فيروس كورونا على أسعار الشحن الدولي التي تأثرت بشكل بالغ من جراء قلة حركة التجارة الدولية.
معاناة قطاع الشحن الدولي
تشير العديد من الدراسات والاحصائيات الدولية ان 80% من حركة التجارة الدولية تتم عن طريق الشحن البحري وتعد الصين والدول القريبة منها مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة من أهم الدول المنتجة للعديد من السلع والمنتجات وتعتمد عليها حركة التجارة الدولية بشكل كبير خصوصا وان كل من تلك الدول يضم على اراضيه العديد من الموانئ الضخمة التى تمثل أهمية كبرى لعمليات الشحن الدولي .وبسبب ان الصين هي أول دولة ظهر فيها فيروس كورونا ومنها انتشر الى الدول المجاورة لها ثم الى بقية دول العالم فقد اتخذت العديد من الدول خصوصا الدول الأوروبية وأمريكا إجراءات صارمة بشأن الشحنات التجارية والسفن القادمة اليها من الصين ودول آسيا خوفا من أن تكون تلك الشحنات تحمل الفيروس أو أن طاقم تلك السفينة قد أصابتهم العدوى.
وهو ما أدى إلى تعطيل العديد من الشحنات والسفن التجارية حتى يتم التأكد من سلامتها بشكل كامل وهو ما أدى الى زيادة التكاليف و ارتفاع اسعار الشحن البحري و الجوي بنسبة تصل الى 50 بالمائة بشكل عام.
الوباء غيّر أيضاً الاستهلاك لدى الناس، إذ تراجعت الخدمات وزادت مبيعات المنتجات الخاصة بالمنازل والحدائق عبر الإنترنت ثم جاءت اجراءات الاغلاق الجزئي ثم الإغلاق الكامل الذى اتخذته العديد من الدول الى مفاقمة الازمة حيث تأثرت الظروف الاقتصادية للعديد من الدول وكذلك مواطني تلك الدول من جراء اجراءات الاغلاق وهو ما ادى الى قلة الطلب على العديد من المنتجات نظرا الى قلة الموارد المادية وهو ما أثر كذلك على عمليات الصناعة والتجارة ومختلف أنواع الشحن الدولي على مستوى العالم سواء الشحن البري أو الشحن البحري أو الشحن الجوي .
أزمة نقص الحاويات و ارتفاع أسعار الشحن البحري
سعت دول العالم بشكل متعاون الى اتباع العديد من الإجراءات التى من شأنها تخفيف الازمة خصوصا فى قطاعات التجارة والصناعة والشحن الدولي مثل الاتباع الصارم للاجراءات الاحترازية وقواعد التباعد الاجتماعي ومحاولة رقمنة العديد من الإجراءات والخطوات بالشكل الذى يضمن تقليل التعاملات المباشرة بين البشر وتخفيف الزحام والتواصل المباشر.بالاضافة الى أن العديد من الدول فرضت اجراءات طبية للقادمين إليها مثل ضرورة إجراءات المسحات الطبية للتأكد من سلامتهم و هو ما دعم بدء عودة الحركة التجارية بين دول العالم.
الا أن ارتفاع الاستهلاك العالمي و ازدياد الصادرات من الصين و دول آسيا بشكل خاص بعد منتصف العام الماضي فاجأ شركات الشحن البحري التي استخدمت كل أسطولها حول العالم و الذي أدى الى نقصاً في عدد السفن والحاويات حيث أن كل ما تملكه شركات الشحن البحري العالمية هو في عرض البحار و هو ما أدى الى انتظار الشحنات حول العالم في الموانئ و تأخر وصولها و ارتفاع أسعار الشحن البحري عالميا.