هل بدأت أسعار الشحن البحري بالهبوط؟

هل بدأت أسعار الشحن البحري بالهبوط؟

     بعد عام استمرت فيه أسعار الشحن في تسجيل ارتفاعات جديدة وبشكل مبالغ فيه، حيث زادت تكلفة الشحن البحري بحلول نهاية عام 2021 خمسة أضعاف مقارنة بأسعار الشحن لما قبل جائحة كورونا، فلقد بدأت أسعار الشحن البحري في الانخفاض بداية من الربع الأول لعام 2022.

ومن أهم أسباب تراجع أسعار الشحن البحري عالمياً، هو زيادة التضخم بشكل كبير وخاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية، حيث إنخفض الطلب في كلاً من أمريكا والدول الأوروبية على شحن البضائع وذلك بسبب هذا الارتفاع الكبير في نسبة التضخم.

كما أن زيادة أسعار البترول أدت إلى إنخفاض عمليات الشحن البري بسبب زيادة تكلفة النقل بالشاحنات، حيث إنخفض معدل النقل بالشاحنات بنسبة تصل إلى 22% خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2022، مما ساعد على توجه العديد من المصدرين إلى شحن بضائعهم عن طريق الشحن البحري نظراً لأنه الأقل في التكلفة، إذا لم تنخفض أسعار الديزل خلال الفترة المقبلة، سيتسبب هذا في إنخفاض عمليات الشحن البري مع زيادة نسبة الشحن البحري.

ويجب أن نراعي أيضاً أن الإنفراجة التي حدثت للأعداد المعروض من الحاويات على مستوى العالم بسبب إنخفاض الطلب على نقل البضائع، ساهم بشكل كبير على إنخفاض أسعار الشحن البحري، حيث أن الأزمة التي حدثت في منتصف العام الماضي بسبب نقص الموجود من الحاويات الفارغة كان له أكبر الأثر في زيادة أسعار الشحن البحري بين كافة الدول في العالم بنسبة وصلت إلى 500%.

ماذا عن أسعار شحن السيارات؟

كما تراجعت أسعار شحن السيارات عن طريق البحر على سبيل المثال بنسبة تصل إلى 40%، ويرجع السبب الرئيسي وراء إنخفاض أسعار الشحن إلى إنخفاض الطلب على الاستيراد من الدول التي تقوم بالتصدير وعلى رأس تلك الدول هي الصين.

إلا أن هذا الإنخفاض في أسعار الشحن البحري للسيارات، لن يكون له أثر كبير على السعر النهائي للسيارة، ويرجع ذلك إلى الزيادات السعرية التي قامت بإقرارها مصانع السيارات العالمية على كافة طرازات السيارات التي تنتجها، من أجل مواجهة موجة الارتفاع التضخم عالمياً، وكذلك إرتفاع تكاليف الانتاج، حيث تعاني صناعة السيارات في العالم من ضعف سلاسل الامدادات من مكونات الإنتاج والقطع التي يتم إستخدامها في صناعة السيارات، فضلاً عن الإرتفاع الناجم في أسعار الطاقة أدى أيضاً إلى زيادة تكاليف الإنتاج، وتراجع في الكميات المنتجة والمصدرة من السيارات.

كما تقوم بعض الشركات الآن بعمل تفاوض بشأن إتفاقيات الشحن التي سبق أن أبرمتها في ذروة إرتفاع أسعار الشحن البحري، وقد أدى ذلك إلى إنخفاض في أسعار تلك العقود التي تم توقيعها من عدة أشهر يصل نسبته ما بين 15% إلى 20%، ومن المتوقع حدوث مزيد من التخفيضات في وقت لاحق، حيث تتجه الأمور لصالح المستوردين أكثر من المصدرين.

ولا نغفل أيضاً أن زيادة أعداد السفن والتي قامت بإستلامها الخطوط الملاحية في الفترة الأخيرة من ترسانات التصنيع البحرية العالمية، سيؤدي إلى زيادة الطاقة الإستيعابية للاسطول العالمي للسفن، كل هذا سيساعد في تراجع أسعار نوالين الشحن إلى مستويات ما كانت عليه قبل الحرب الروسية الأوكرانية وكذلك جائحة كورونا.

وبالرغم من إنخفاض أسعار الشحن البحري، إلا أنها مازالت أكبر بمقدار يصل إلى الثلثين، عن قيمة تلك الأسعار في الفترة السابقة لجائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية.


عضوية معتمدة

شبكاتنا العالمية