تعتبر مدينة دبي واحدة من أهم ثلاثة مراكز للتصدير وإعادة التصدير في العالم، وذلك بفضل نموها وتطورها المتميز وعلى مستوى عالمي. وكونها البوابة الإستراتيجية بين الشرق والغرب وبين الأسواق المتقدمة والناشئة، فإن فرص التجارة العالمية في دبي هي كبيرة وواعدة.
بداية إنشاء قرية الشحن في دبي :
ومع هذا الوضع المتميز عالمياً لإمارة دبي فقد أصبح من المهم إنشاء مراكز جمركية داخل دبي ،والتي منها قرية الشحن في دبي ،والتي هي مملوكة من قبل دائرة الطيران المدني بدبي ،وتقع على بعد 40 كم تقريبًا من جبل علي ،في البداية تم بناء قرية دبي للشحن في عام 1991 ،وقد كانت مصممه للتعامل مع 150.000 طن من البضائع سنويًا ،حيث تم بنائها على مساحة تبلغ 300000 متر مربع ،وذلك بتكلفة قدرها 75 مليون دولار حتى يمكنها استيعاب النمو المضطرد في الشحن الجوي و الشحن البحري ،وكذلك العمل على تسهيل عمليات الشحن بين شبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا والشرق الأقصى وأوروبا .
وفي غضون بضع سنوات فقط من تأسيس قرية دبي للشحن ،وحيث أن نشاط الشحن في القرية زاد بشكل كبيرعن السعة المتاحة ،مما أدى لزيادة الحاجة لتوسعة مساحة قرية الشحن حتى يمكنها استيعاب الطلب المتزايد على الشحن بسرعة ،حيث أن زيادة الطلب على عمليات الشحن نتجت عن عدة عوامل مجتمعة وهي (النمو الكبير لإمارة دبي ،مع التوسع في حركة الطيران الإماراتي ،وكذلك الإقبال الكبير على طريقة النقل والشحن الجوي ،وأخيراً وجود دولة الإمارات العربية المتحدة في مكان مركزي هام على خريطة العالم ).
لذا تم العمل على توسعة قرية الشحن حتى يمكنها إستيعاب وشحن 2.7 مليون طن من البضائع والتعامل مع 25279 طائرة شحن سنوياً ،وبالفعل تم الإنتهاء من إعادة الهيكلة تلك في يناير من عام 2008 ،وأصبحت قرية الشحن بدبي واحدة من أكثر مرافق مناولة البضائع تقدمًا من الناحية التكنولوجية. في يناير 2008 .
وقد صنفت قرية الشحن على أنها ثامن أكثر محطات الشحن الجوي ازدحامًا في العالم ،وقد تميزت بوجود ،مركز بريد سريع ،ومرافق للمكاتب الإدارية والوكلاء ،وموقف سيارات متعدد الطوابق ،وطريق مرتفع ،ومصنع خدمات مركزي جديد ،ومسجد ،وغيرها من المرافق.
التطور التكنولوجي في قرية الشحن :
ومع الإهتمام بالتطوير التكنولوجي وتجهيز القرية بأحدث التقنيات الذكية لتقنية المعلومات الذكية والذكاء الاصطناعي ،مواكبة مع ذلك العمل على تأهيل العنصر البشري بالعديد من الدورات المتقدمة لكيفية التعامل مع المعدات التكنولوجية الحديثة ،وتحفيز قدراتهم في الإبداع والابتكار من خلال إطلاق الأفكار الجديدة وتحويلها إلى ابتكارات فعلية تحسن كفاءة العمل الجمركي ،كل هذا جعل قرية الشحن تؤدي دوراً مهماً خلال جائحة كورونا ،حيث ساهمت في تقديم خدمات النقل والشحن المختلفة ،وإنجاز المعاملات الجمركية عن بُعد في ظل الإجراءات الاحترازية ،خاصة مع التحولات التي تشهدها حركة التجارة العالمية مع الزيادة الكبيرة في صفقات التجارة الإلكترونية إقليمياً ودولياً .
زيادة المعاملات الجمركية في قرية الشحن :
كل هذا التقدم التقني ساعد في زيادة عدد المعاملات الجمركية من خلال مركز قرية الشحن بدبي ،حيث تم إنجاز 6.2 مليون معاملة جمركية خلال 2019 ، بالإضافة إلى إستحواذ قرية دبي للشحن على أكثر من 40% من حجم أعمال الشحن الجوي بدول مجلس التعاون الخليجي ،حيث أنها تعد نقطة عمليات محورية بين أوروبا وأمريكا من جهة وآسيا من جهة أخرى ،كما أن عدد شركات الطيران التي لديها مكاتب في القرية قد وصل إلى 40 شركة ،بالإضافة إلى 120 شركة شحن جوي ،تتبنى معهم إدارة المركز الجمركي بقرية الشحن بدبي سياسة المرونة في التعامل مع تلك الشركات وذلك عن طريق تقديم تسهيلات وخدمات لهم ذات جودة عالية .
مساهمة قرية الشحن بدبي في حماية المجتمع :
ليس هذا فحسب بل ساهم أيضاً تزويد المراكز الجمركية ومنها مركز قرية دبي للشحن بالأجهزة الذكية القادرة على الوصول الى أحسن النتائج في مجال المعاينة والتفتيش ،حيث تم إطلاق برنامج جديد لتطوير إمكانيات المراكز الجمركية لتصبح قادرة على فحص ومراقبة كافة البضائع القادمة جوا الى دبي وبنسبة 100% ،أدى هذا إلى تنامي دور المركز الجمركي في قرية الشحن في حماية المجتمع.